الأربعاء، 9 مايو 2007

ما التقينا



ما التقينا

تَتَشَبَّثُ الذكرى بِنا
وتَعودُ تَحْمِلُ من مَناسِكِنا
سُطورًا للحَكايا السّاهِراتِ بِأَضْلُعي..
تَرْوي انْبِعاثَكَ:
"وانشَطَرْتَ إليَّ
فَالْتَحَمَتْ دُموعُ العاشِقينَ
وأَوْرَقَتْكَ مُجَدَّدًا
ثم اسْتَمالَتْ -حيثُ مالَتْ أحْرُفي- شمس الأميرةِ
قَرَّبَتْكَ
وأوردَتْكَ فؤادَها:
[وأنا اصْطَفَيْتُكَ كي تُشاطِرَني الأماني
واصْطَفَيْتُكَ كي أُشاطِرَكَ التَّعَذُّبَ]"
ما التقينا..
غيرَ عبرَ الأمنياتِ

ركبتُ بحرَكَ..
فِيَّ أبحرَ سندبادُكَ
حين لم يَعُدِ الحنينُ مِظَلَّةً للتّائِهينَ على ضِفافِ الشوقِ
لم يعد القصيدُ سَفينةً للعاشقينَ..
الشعرُ مائدةُ التَّسَوُّلِ للذي يَبْتاعُ حُبًّا
أو يَرودُ عوالمَ الذكرى ليُقْتَلَ مَرَّتَيْنِ
الشعرُ أكذبُ ما يقول العاشِقونَ
وأجملُ الكذبِ الذي يرتاح في قلبيْنِ

أَهْذي..
والحياة تعير دمعَكَ أنهرًا للصمتِ
تحرق كوكبي
وينام رسمُكَ في فَضاءِ الجَفْنِ يَسْقيهِ السُّهادَ
أنا انتظرتُكَ حيث كنتُ أضيع بينَكَ
وانتظرتُكَ حيث كنتَ تضيع بيني
ما التقينا..
غير عبر الأمنيات تُفَجِّرُ الصمتَ العَنودَ
أنا انتظرتُكَ
وانتَظَرْتُ يَدَيْكَ ترتجفانِ
وانْتَظَرَتْ عيونُكَ بسمتي عند الصباحِ
كقهوة الحب التي
لا زلتَ تحرق من مرارتها دموعي
والهوى..

حينًا يراودك الكلام
عن الكلام
وأنت تخشى أن تخون العينُ ما أودعتَها
أو أن يعود السندبادُ
السندباد أضاع مقلة لَيْلِهِ
وأضعتَني..
"حَكِّمْ فُؤادَكَ
كيفما انشطَرَتْ إليَّ مواجِعُ الذكرى"
"وكم من منزلٍ في الأرض تألَفُهُ"
كما ألِفَتْكَ همهمةُ الفؤادِ
كما ألفْتَ حروفَ عَيْنيَّ اللتَيْنِ حَفَرْتَ مَجْرَيْنِ
امْتَزَجْتَ بِما يُهَدْهِدُهُ انكسارُهُما
إذا سالتْ سرودُ الذِّكْرَياتِ فَغَلَّفَتْ عمري الذي
تجتاحُهُ
"كَمْ مِنْ.. وكَمْ.."
وزلال عينك..
كبريائي
-
حين يَنْسَكِبُ الهَوى طَوْعًا وكَرْهًا-
لا يَضوعُ بِما تُكَفْكِفُهُ المَخاوِفُ واللَّيالي
في حُبَيْباتِ الندى

عيناكَ لؤلؤتانِ في عمري
ولكن من تكون اللُّؤْلُؤاتُ إذا أَرَدْنَ تَمَلُّكي؟
أو من يَكُنَّ إذا شَرَيْنَ بِيَ الليالي
واسْتَرَقْنَ مِن ابْتِساماتي السَّنا
أو من يَكُنَّ إذا.... وإِنْ....

"لا شيءَ يسْتَدْعي انْحِناءَكِ..
إن كواكِ الشوقُ
فالنيران تأكل ما تَبَقّى فيكِ منهُ
وما تَبَقّى فيهِ مِنْكِ
وتنزِعُ الذكرى..
فإلا تُعْرِضي عنهُ اقْتَسَمْتِ الجرحَ وحدَكِ
فاجْنَحي للكِبْرِ يوما
واحْسِمي"

لا شيء يستدعي!
ولكن..
ما التقينا



9-5-2007م