الثلاثاء، 7 يناير 2014

ذاكرة



ذاكرة

طيب الله أوقات من حاصرونا لندخلَ في الحلم
نفتحَ أعماقنا للمشيئةِ
نكتبَ آخر حالاتنا فوق منعطفٍ للتواصلِ
ثم نعلق أعمارنا في الجدار المتاخم

قصت لنا صدفةٌ
كيف أن صغار الحكاياتِ كانت تزور عناقيدَها وتؤرخ للبعث
حتى إذا نضجت واستوت مثل كافورةٍ
قطفتها يدٌ الحقل للويْلِ..
واستسلمت للنهايةِ

تسقط ذاكرة الناس في بلدي بالتقادم..
تُسرق أعمارهم في الحديث عن الأمن والدفء جنب الحوائط في ساعة الحسم
والخوف في المال..
هل هكذا ينجبون البيادات؟

أكثرنا وجعا، ضاحكون
وأكثرنا خسة هؤلاء الذين اطمأنوا لضحكتهم.
غالبا لا مفر من البحر
كن واقعيا لتدخل في الوقت
كن خطأ واحدا لا يُرى..
وإن ارتبت كن واحدا وكفاكَ

نموت بلا دافع للحياة
ونحن الذين نحاصر بهجتنا خشية الفقد
كنا نجرب أوجاعنا في المواويل حتى اشتبكنا مع الريح
أحلامنا نرجس رطب لا يريد سوى العمر
والريح لا تتبدل..
والبحر –ذاك الذي لم يكن أهله حاضرين بكامل بهجتهم
عندما امتلأت رئتاه-
يوزع أسفاره للمهاويس..
كي يزرعوا حوله طرقا ودراويش لا يؤمنون سوى بالحضور

المدائن فارغة..
والمآذن مبتورة النور
والناس طوافة بهم الأرضُ حول الرؤى.
في المدينة شيخ يؤم البلاد بلا قبلة
في المدينة لا قبلة تتشكل من عرق الناس
بل من وجاهتهم
في المدينة رجس
فلا تقربوها

يناير 2013

السبت، 4 يناير 2014

سوناتا خوف



سوناتا خوف

أجلس وحدي داخل الزجاجة المتبقية.. يخبرني عامل المقهى أن الكثيرين ممن تناولوا أحلامهم ببطء تحولوا إلى سحرة.. سحرة ومشعوذين.. هجرهم الناس واكتفوا بأنوفهم
وحدها أنوفهم لم تكن سببا في تعاستهم
كانوا يتذكرون بقيتهم في الليلة ألف مرة
يبكون وحدهم طويلا..
أنا يا حبيبي أبكي وحدي طويلا
عندما يخرجون للصباح يحملون إحدى عشرة نبتة
النباتات ليست شريرة يا حبيبي.. ليست شريرة بالمرة
نحن نجرحها بشرورنا فلا تعود كما كانت أبدا

السحرة لا يقيئون كثيرا
هكذا كان يقول لي
عامل المقهى ليس واحدا منهم
لكنه يعرفهم جميعا عندما كانوا يجلسون في مثل تلك الزجاجة الأخيرة
أنا أجلس مثلهم في تلك الزجاجة ياحبيبي
لا أجد شيئا جديدا لكنها دافئة.. دافئة وصاخبة
أنت لم تأتِ مرة هناك وفي كل مرة لا تدخل.
مرة حاولت أن أخرج لكنك منعتني.. أبقيتني هناك دون جدوى
لا أريد أن أتحول إلى ساحرة.. لا أريد ذلك يا حبيبي
توقفت عن الأحلام.. لم أعد أرى شيئا سوى من ماتوا وهم لا يعرفون
أنا أيضا مثلهم..
أعرف أنك تتثاءب الآن كثيرا لا تقرأ إذن.. صدقني لا تقرأ
ليست معي علبة ألوان
أنت أعطيتني واحدة ثم أخذتها وحين عاتبتك تكسرت وحدها
نحن غارقون في التفاصيل العازلة
لو هاجرنا لبلدة صغيرة لم تلعنها التكنولوجيا بعد
ولم نتوقف عن الكتابة لتصفح تحديثات ترهقنا بالخواء
ولم نكف عن الحلم
هل ستشعر حينما أتلمسك؟

المناسبات أعوام مرهقة
عميقة في القلب كحزن بالغ..
لا أحد يستطيع أن يجعلني سعيدة
كلهم يعرفون
لا أحد يهتم بأن يجعلني سعيدة
يكفيهم أن لا أمتلك مزيدا من الألم
كل نواياكم الطيبة لا تفعل شيئا.. لا تفعل على الإطلاق

بجواري طفلة لا أعرفها
لكنها تحدق في ذاكرتي بعنف
هي غبية وتافهة
كنت مثلها يوما
أنا خائفة يا حبيبي
خائفة أكثر من أي شيء

يناير 2013