السبت، 8 نوفمبر 2008

ماذا إذا لم تكوني هنا



ماذا إذا لم تكوني هنا

أنا للمدى..
والمسافةُ مزعجة كي أكون..
أنا يا حبيبةُ..
بيني وبينك ألا أكون

تفتشُّ عنكِ المراكبُ في موجةٍ لا تسافر
موغلة في البعيد..
وتبتعدينَ كبارقةٍ تشبهُ الوقتَ
بل تشبه بالمستحيلَ
وتنصرفينَ -ككل المساءات- دون انتظارٍ
ووحدي أكونُ
أنا والتشرُّدُ والاِنتظارُ

من الموت، يرسمني الموتُ..
من ذاكراتِ الشهيق الذي يُصْدِئُ القلبَ،
من مطرٍ مات قبل اكتمالي..
أُشَكِّلُ خارطةَ "الآن" لـ "الآن"
جغرافيا الوجع الآدميِّ
لماذا مددتِ يديكِ وأطفأتِ تيهي؟؟
أنا الآن في عالَمٍ ليس منِّي
وأنتِ بلاد تَغَمَّدَها سَفَرُ القَصْدِ
قد نُؤْتُ بي
فلماذا تكونين دومًا معي ؟؟

لغتي تنفر الآن منِي
وينكرنِي الصوتُ
يطردني الشعر للشعر
تهرب مني يداي
فماذا إذا لم تكوني هنا ؟؟

ربما حين أجتاز هاويةً أتذكَّرُ..
لكنني الآن أعرفُ كيف أعمِّقُها بالتحدِّي/ العنادِ الذي تكرهين.
يطول الكلام فيهترئ النَّصُّ –مثلي-
وكل الحماقاتِ تعرف أني أنا الاِقترافُ
وأنكِ سيدةُ العفوِ
قد نؤتُ بي !
فلماذا تكونين دومًا معي ؟!

أنا، كالمدى..
والمسافات مُخْتَصَراتٌ –سواي-
أبادلهنَّ التشقُّقَ
يشطرْنَ لي من رغيف الغوايةِ كسْرَةَ تيهٍ تقيم شرودي
لأبدو أقلَّ شحوبًا
وموتا..
أنا الآن في سورة النُّور
أكتب في وجهك المريمي شعائرَ حزني المقدَّسِ
ألقاكِ إيماءة الطهر..
سمت المحبّين
ثم تغيبين..
أيْنَكِ؟
يخبرني الـ "أَيْنُ" أنك أنت اكتمال المسمَّى

وأنت التي في السماء "عبيرٌ"
وفي الأرض "مَرْوٌ" صغير

أخاف عليكِ من الناسِ
ماذا إذا قرؤوك بقلبي وهم ضَيِّقو الحلمِ؟
لا الناس تعرف أنَّى تجيئين قديسةً في الحكايا
ولا الله أخبرهم كيف تمضين ليس إلى معبدٍ باسقٍ..

كنت أسأل عنك المدينةَ حين تُقَسِّمُ أوردة الضوء بين الأماكن
يغدو على باب وجهك ألف صباح
ووجهي ذرتْهُ المقادير للموت / للعتمة
/ الظلم / برد التفاصيل/ أقصوصة لا تُكَوِّنُني.
تسأل الآن عنك المدينةُ وهْيَ توزِّعُ إفطارها دون أن تهبي الضوء للعاطلين عن الضوء..
أَيْنَكِ؟؟ -يسأل عنك اكتمال المسمَّى-

يدي تهرب الآن مني
ولا شيء إلاك يوجعني
ويقيني بأني فقدت يديَّ..
هِبيني لعينيك هدبًا تأرجح في غفلة من شرودكِ
كي أدرك الآن أني اكتملتُ..

أخاف عليكِ من الحزنِ..
مني
ومن وَهَني،
والأبالس حولك.. تعرف أين ستزرع تفاحها
حين تقتربين،
وحين تعودين للأرض..
حين تكونين آخر ما أنزلته السماوات
يا وجعي..
يا اضطراب الحقيقة
من أي جرحٍ أناديكِ
من أي قافلةٍ أتَسَمَّع نبضَ انبعاثِكِ في الليل حين تجيئين واحدةً في التوحُّدِ
طالعةً من عروق المعاني لكي تقتليني كشعري؟
أنا يا حبيبةُ من لا تجيء
وأنتِ التي ترحلين بعيدًا..
بعيدًا
إذا عدتُ للأرض أخبرتُ عنكِ الخلائقَ
إن عانقَتْني السماء تذكرتُ وجهكِ حين تُعيدينَني للهُويةِ..
أنت التي في السماء "عبيرٌ"
وفي الأرض..
ماذا إذا لم تكوني؟

أيا ضحكة الله للأرضِ
هل يغفر الله لي أنني كنتُ أهذي فأبكيتُ قلبكِ؟
أو أنني كلما متُّ –والله يعلم أني أموت كثيرا-
تَكَسَّرْتِ بين يديَّ كدهشة موتي
كرجفة من يوقدون الشموع بقدَّاس عينيك إنْ تتجلي لهم
أنني.. أنني..
؟؟
أسْتَميحُكِ حبا
إذا ضاقت الأرض بالأرض
أن تغفري لي



8-11-2008م

السبت، 18 أكتوبر 2008

ربما.. أن أموت



ربما أن أموت

مُؤْسِفٌ أن نُرى ضائعيْنِ..
وفي فَمِنا وردة تَتَهَجّى بقايا احتراقاتِنا.
كالغريبَيْنِ كُنّا على ضفة ساهرةْ
والهوى تَعِبٌ من تَنَقُّلِنا شارِدَيْنِ..
نُسافر مُلْتَفِتَيْنِ لِلَوْنٍ نَسيناهُ
نِسْيانُنا قاب قوسين من كذبة اِسمها "نحنُ".
أذكر أنك كنتَ تحاول إخفاء قلبك في معطفٍ باهتٍ
وأحاول إخفاء عينيَّ في غيمة قاصرةْ
تتحدث في قصةٍ
أتحدث في نقدها
ثم نذكر شعري بإيماءة عابرةْ:
- لا جديد لديَّ من الشعر.. أنتَ؟
- كتبتُ
أتعرف؟
أكثر من أي شيء يَمُدُّ لِيَ الروح عاما جديدا
مدادُكَ في قصةٍ..
فمتى ما هجرت الكتابةَ قُلْ
كي أعد لموتي

أنا من طقوسي إذا رمْتُ أنسى
أحَضِّرُ تَعْويذَةً وأَفُضُّ بها هدأة البحرِ
ثم أُبَلِّلُ قلبي بما رشَّه لي..
لماذا تُجَفِّفُهُ من جديدٍ ؟؟

وأنك تشتاقني حين أنسى
وأشتاق أكثر حين تُعَمِّدُ نسياننا بالتوجعِ..
قل لي حبيبي
لماذا نُصِرُّ على أن نظل هنا؟
كالحقيقة منهمكيْنِ بتقطيعنا
حين يحتمل الحب شَكًّا
فسحقا لكل المعاني
وسحقا لنا..

تُرَّهاتٌ تَفاوُضُنا
وأنا والتفاوض لا نلتقي
وأنا لستُ مثلي أحب الحقيقةَ موغلةً في الضياعِ
أحبكَ يا ضائعًا في التشردِ..
يا رائعًا في المغيبِ
وَحيدان كنّا..
وَحيدانِ أكثر مما نريدُ
وتعلمُ.. أعلمُ.. والكون يعلمُ..
لكننا لا نريدُ..

شَبِعْنا من اللا مدى
ومن قولِ:
- أنتِ مثاليّة وأنا مسرفٌ في الحقيقةِ
- لا، أنتَ منهزمٌ وأنا أتقوى بحلمي
أنا –مثلا- لا أحب الحديقة غارقة في اخضرارٍ،
أُصَدِّقُها حين تشعر بي
حين تؤلمني فيكَ إن جَرحتْ وردةً كي تظل مهندمةً

يا حبيبي
لعينيكَ أطفئُ في الصبح روحي
وأوقد زهرتَها في المساءِ
فدعني أحبكَ..
ليس كمثلكَ شيءٌ،
وأَربأ بالحب ألا يكون لعينيكَ
أربأ بي أن أحبكَ ثانيةً..

يا حبيبي
لماذا تُصِرُّ على أن تموت؟
أنا لا أحبكَ حين تموت بقلبي
فدعني أحبكَ
دعني أحبك حتى يموت المدى

نَتَهَيَّأُ للنوم في رغبة للهروب..
أراني على باب جرحك مطفأةً أتسلل خارجه كي تنام قريرا
أراك بقلب جراحيَ
تحرث أرضك..
تزرع وجهك في كل جزء بجزئي
وأربأ بالحب ألا يكون لعينيك..

تعلم أني،
أحبكَ أكثر من أي وقت مضى
غير أنّي أفتشُ عن موتة لَكَ،
للمعطيات التي نتشاطرها..
ربما
أن أموت..


18- 10- 2008م