في مديح الغباوة
-الطريق التي يسلك الناس..
آخرُ ما يتبقى من الناس-
بي حاجةٌ للغباء طبيعيةٌ
مثل قافيةٍ لم يقُلْها فتى قربَ محبوبةٍ لم تكن
مثلما للطبيعة في دوران
الطبيعةِ
لا شيء أكثر من هدنة سيقيم
الحياة التي صدأتْ من رطوبة هذي الأحاسيسِ
نصفُ مشاعرنا رأسمالية
والبقيةُ بعضُ
الـ"أنا" و الذينْ
وجعي أولا..
هكذا قلتُ في ساحة الثورةِ
اليوم لا دخلَ لي بالذي ضاع
من غَدِنا
نحن من ضاع من غدنا..
نحن من سمَّمَ الوردَ في
دمنا وجنائِنِنا
كلنا عالقون على خطوة
الهالكينْ
نَتَهَجّى غدا ليس ندرك فيه
دواخلَنا
حينما سأكون أنا.. ويكون الذينَ الذينْ
سوف يختارنا أملٌ
وغدٌ طيبٌ مثل جدي
ومُتَّقِدٌ كـصباحٍ شفيفٍ
قريبا أخبئ حاوية للنفاياتِ
واسعةً لا تطل على غير
زاويةٍ من فتات الكلامِ
حقيقيةً مثل من قَدِموها
ليعترفوا بالذي لم يكنْ
تلك كلُّ الحقيقة؛ أن تَتَرَوّى
لتسردَ ما لم يكنْ
كي يصدقكَ الحاضرونَ
وترمي بقية عشبٍ على سفح
أسطورة مهملةْ
لا أحبذ رائحة الموت ليس
لأني أخالفهُ
الموت سيدُّ كل الذين عرفتُ
لذا قلت لا سيدَ اليوم لي
غير قلبي
وقلبي المرَفَّهُ في الموتِ
والأسئلةْ
كلما قادني حلمٌ للسماءِ
افتكرتُ ورائي الذي لم يكن
شَبَهي
كان ملء تجاعيده أملٌ
كنت أقربَ ناتئة من عروق
التفَذْلُكِ
حين أكفُّ عن الضوء يجتاحني
شَبَهُ الضوءِ واللغة المنتقاة من الأبديةِ.
عاجِيَّةُ الأبديةِ تسرد
غيمتَها في شقوق المسافة بين ورائي وبيني
فأكره ما سأؤول إليه من
النص حين يكون مدىً في مديح الغباوةِ.
سيدةُ العالمين الورودُ..
لها نصف ما للأحبة من نبضهمْ
وعليها الذي يَقتلونَ
وهم يَقتلون بلا سببٍ
كلما احتجتُ شعرا تذكرتُ
أن الذي قلتُ مرَّتْ عليه
البلاد الكئيبة وازْدَرَدَتْهُ بلا خاطرٍ
وَرَمَتْ بي على كتفَيْ
ليلةٍ حرةِ الموتِ
ليس يؤرقها في الوقوف على
صَخَبٍ في العبارة، أن لا تكونَ العبارةُ..
يا موتُ حين ستكسبُ كلَّ
الرِّهانِ امتحِنْ برعُمًا نابتًا قربَ نعشي
لتعرف أني قهرتكَ
يحتاجني الوردُ حين يلامسُ
ثُقبيْنِ في آخر الكأس
أحتاج للورد حين ألامس
بعضي.
ولا شيءَ يجمعُنا غيرَ
نافذةٍ في سحيقِ الكلامِ تراودنا عن بَقِيَّتِنا.
كانت الشمس باقيةً خلف هذي
التلالِ
وكانت كأنْدَلُسِ العاشقين
تحب البلادَ التي تقتنيها ولا تهب الشعرَ
لم أكترث للحقيبةِ
في يدها شاطئ مفزَعٌ
وبقية بحرٍ تُناثِرُهُ
الكتلُ الآدمية.
في غير خارطةٍ كان،
في غير خارطةٍ كنتُ
لا شيء أعبر منه سوى خلل في
التشابه ليس إلى البحر
لكن إلى البحر
شيء تَمَسَّكَ بالعنف في
صفتي
ليس منذ زمان بعيد ولكن
تمسكَ
في الآخِرِ ازداد بي الأمر
سوءًا
لِحَدِّ القصيدةِ
قالت فتاة لجارتنا الأم:
"لا دخل للقلب بالضغط
والضغط يحتاج للسكر
البنجريِّ وللكَرْكَديهِ
وإياك أن تشربيه سوى
باردا"
ضَحِكَتْ في يدي حبة القلب
والضغط والكليتينِ
تلوتُ لهم كل ما علَّمونا
لتشرب جارتنا الكركديه
وتشربني الأدويةْ
ليس بي حاجة للتطفلِ
بل لاقتناء خطى واثقاتٍ
أنا لا أريد سوى لغتي
وحبيبي الذي لا يريد سوى ما
يريد
لماذا يروح الطريق إلى حيث
ما لا نريد؟؟
أرى لغتي سلمًا عالقًا بين
كَفِّ الضراعة والبئر.
يا ليتها القاضيةْ..
في البداية كنت أفتِّتُ صوب
الكلام بكائيةً
فتصير غنائيةً
وأصير أنا الحقلَ..
أعني أكون انطباعيةً حين لا
أتكلمُ
لا أتكلم حين أكون لوحدي
ولا وَحْدَ لي الآن كي يَتَبَسَّمَ
في داخلي حين أبصرُ ذاكرتي في يدي
تاه مني مدى داخلي
وأضاء مدى خارجي
وأنا في الصدى بين
بُعْدَيْهِما
سأخبئ ما بيننا
فالغزاةُ على البر لا
يعرفون سوى لغةِ الهدمِ
ليسوا يحبون أحلامَنا أو
يدينون بالآدمية..
لسنا بعيدينَ
بل ربما نحن أقرب من ذيل
هذي القصيدة
لي جزع بالحديث عن الخوف
عما يكون إذا أدركونا
ولي أمل عالق خلف روما
6-9-2011م