الكتابة
هنا..
تشبه الكتابة
على جدار في القلب، نقش موجع بلا عيون تخدش حزنه بالرأفة..
كل شيء هنا
يشبهني تماما
مقبض الباب..
الراديو القديم.. دلو الغسيل المملوء بالطحالب غير الطازجة
كم دافئة هي
العودة
بدون سُكَّر
بهجة جارحة، أو عنوان طائش المشاعر..
لو أن لي
كوخا صغيرا بطعم هذا المكان لاختبأت به العمر..
كل الأعمار
التي مرت أخذت حليبها معها تطعمه لصغار المكسورين
وكل الصغار
الذين نموا في الحديقة جوعى إلا من الله
الله في كل
مكان هنا..
وأنا لم أعد
تلك التي تبحث عن الله في رحمته..
لم يعد الله يعرفني
رغم أني غسلت
وجهي من الخيبة وتوضأت بالنور
أزعم أنه
أنا.. أنا..
لا شيء تغير
وحيدة وخائفة
الشتاء بطعم
السكر
فوق أعمدة
الغيم
يوزع الحلوى
على المشردين وحدهم
يوقف دقات
قلوبهم في اللحظة الأنسب
كي لا يؤلمهم
مزيد من العراء
البهجة تغادرني
كل صباح
تصنع قهوتها
بمفردها وتترك فنجانها مقلوبا على كتف الشمس
قبل عام..
كنا نتبادل
السكاكر والورد
حتى انكسرتْ
مني ضحكةٌ
لم تغفرها لي
ولم يشفع لي
بقائي وحيدة كما أنا
خائفة كما
أنا
الوحدة..
دافئة كصباح طوبة المشمس
آمنة مما
سواها
لا تضن
بدفئها ولا تمنُّ بعطائها
لا تنصب
المشانق
ولا تنتظر
بالمقابل سوى الوحدة!
البقاء لليلة
أخرى وحيدة لم يعد ثقيلا على الروح، لم يعد شيء كما كان
كل تلك الجدر
التي تبنيها على روحي لا تنكسر..
لم أعد
أكرهها
بل صارت
أماني من هذا العالم
ومنك!
كم صرت مشوهة
ومخربة الروح
أبحث في كل
ركن داخلي عن أمانٍ منك!
وفي هذا
العالم البائس
لا يهم ما
دمتُ لن أتخلى عني
أنا لي.. ولي
أنا