ذاكرة
طيب
الله أوقات من حاصرونا لندخلَ في الحلم
نفتحَ أعماقنا للمشيئةِ
نكتبَ آخر حالاتنا فوق منعطفٍ للتواصلِ
ثم نعلق أعمارنا في الجدار المتاخم
قصت لنا صدفةٌ
كيف أن صغار الحكاياتِ كانت تزور عناقيدَها وتؤرخ للبعث
حتى إذا نضجت واستوت مثل كافورةٍ
قطفتها يدٌ الحقل للويْلِ..
واستسلمت للنهايةِ
تسقط ذاكرة الناس في بلدي بالتقادم..
تُسرق أعمارهم في الحديث عن الأمن والدفء جنب الحوائط في
ساعة الحسم
والخوف في المال..
هل هكذا ينجبون البيادات؟
أكثرنا وجعا، ضاحكون
وأكثرنا خسة هؤلاء الذين اطمأنوا لضحكتهم.
غالبا لا مفر من البحر
كن واقعيا لتدخل في الوقت
كن خطأ واحدا لا يُرى..
وإن ارتبت كن واحدا وكفاكَ
نموت بلا دافع للحياة
ونحن الذين نحاصر بهجتنا خشية الفقد
كنا نجرب أوجاعنا في المواويل حتى اشتبكنا مع الريح
أحلامنا نرجس رطب لا يريد سوى العمر
والريح لا تتبدل..
والبحر –ذاك الذي لم يكن أهله حاضرين بكامل بهجتهم
عندما امتلأت رئتاه-
يوزع أسفاره للمهاويس..
كي يزرعوا حوله طرقا ودراويش لا يؤمنون سوى بالحضور
المدائن فارغة..
والمآذن مبتورة النور
والناس طوافة بهم الأرضُ حول الرؤى.
في المدينة شيخ يؤم البلاد بلا قبلة
في المدينة لا قبلة تتشكل من عرق الناس
بل من وجاهتهم
في المدينة رجس
فلا تقربوها
يناير 2013