الثلاثاء، 7 أبريل 2009

في زهرتك الثانية


في زهرتك الثانية



ذاكرتي.. لا تكفي للنسيان، ولا أعبؤها بمزيدٍ منكٍ و منّي..

نحن لا نحتمل المواجهة و لا نوقظ ضِلْعَيْنِ منا لكي يحتملا فروض الكون

معنا.. و خيالي وحده لا يكفي ليمنحك عينا و وجها يعرفان بشدة كيف

ينوبان عن الموت.


بالأمس كنت أراك قطعة مني،، حتى عندما صدئتُ، ظللتُ على أطلالك.. كلما

اشتقتُ إليَّ غنيتُكِ أنتِ للحياة.

أنا الآن لا أنتِ و لا أنا

ربما أحاول أن أبرأ منكِ براءة الثلج من الدنس.. و ربما أحاول أن أتقمصك

مجددا كي أسترجع يوما من كانت هنا. هو القدر أمرنا أن نمر في أعمار

الآخرين نزيد أعواما و نمحو أخرى، و نكتب في النهاية عمرا هشًّا من العدم.



كلانا تغير..

أو كلانا سئم الآخر الذي يُذَكِّرُهُ به..

كلانا كان مزيفا.. أو زَيِّفَ واقعا ما، و آمن به

ربما كنتُ مزيفةً حَدَّ الحقيقة.. أو كنتِ حقيقيةً حد الزيف..

أو كنا أبسط من ذلك.. كنتُ الشاعرة ، و كنتِ القصيدة ، لكنا تنصلنا

للمجازفة فلعبنا أدوارا أكبر منا و نسبنا غلطة الإخراج للوقت.

و الوقت أشهى من حصونكِ الآن.. و أقرب إلي من لغتي.



أنا لم أسامح وجهي بعد.. و لا يعنيني إن كنتِ سامحتِهِ أنتِ أم لا..

الآن أخبرك.. لا يوجد شيء اسمه وفاء.. و شيء اسمه غدر،

يوجد ولعٌ بالزيف، و توجد واقعية..

فأيهما كانت أنتِ و أيهما كان أنا؟؟

هل هو سيءٌ أن تلحقي بصاحباتك إلى بؤرة العدم؟؟

هن على أي حال أكثر نزاهة منك.



لا أستطيع أن أجزم إن كنتُ سأعْبُرُكِ مجددا العام القادم أم لا..

لا أستطيع أن أعدك بوردة أطرق بها قبرك، أو ضجرة جديدة،

ربما لا أكون و لا تكوني..

و ربما نكون معا!!

عامة.. لا تنتظريني



قديما قال لي أحد المشوَّهين/ المشوِّهين ، إن فيروز تكذب علينا!

أوشك الآن أن أصدقه!!

سُلّي من نفسك معنى أبقى به..

لا تستسلمي للموت..

قومي الآن أو،

موتي للأبد

كل عام و أنتِ... "في المساء"

7-4-2009م



قلتُ مدي شراع الهوى

تتساقطْ إليك رفوفُ الإجاباتِ

عما تريدينَ قبل انكسارِكِ حَيْرى

على شرفة الحبِّ

إنك إن تغزِلي الشعرَ حتى الظهيرةِ

تَبْسُطْكِ أَيْدي الهوى

ثم تطويكِ في دمعتيْنِ تُذيبان عمرَكِ

مَبْتورَتَيْنِ كَشَطْرِ الرَّحيلِ

سَليهِ:

عن المُدُنِ المُسْتَباحَةِ فيكِ و فيهِ

سليهِ عن الشوقِ تعصرُ خَمْرَتَهُ الكلماتُ

سليهِ لماذا

جلا وجهَ ليلى –و قد أَزِفَ الحبُّ- عنكِ؟

سليه بصمتكِ

ذُلُّ السؤالِ سيُرْديكِ حتمًا

و صمتُكِ إن باح يورِدْكِ حوضَ التَّمَنّي

سيرديكِ حتمًا

و ذلك يُرْضيهِ أكْثَرَ مما يجبْ

فسليه و عودي

إلى شرفة الذكرياتِ

و صُبّي القوافي كقلبكِ

في قالبِ الموتِ و ارْتَقِبي الروحَ

يَنْفُخُها بردُ ذِكْراهُ حين يُطِلُّ المساء


أناديك

-حين تُظَلِّلُ وجهَ النهارِ و يرتَسِمُ البدرُ من دمعتيْكَ-:

ألا اسْتَبِقِ الشوقَ

و اطْرُقْ بحورَ التَّجَلّي

و "نَقِّلْ فُؤادَكَ" بيني و بيني إلى حيث شاء الهوى

فأنا كنتُ بينَكَ أبحثُ عنّي

فأبصرتُني بضعَ "أنتَ"

و أنتَ الذي.....



في المساء انتظرتك

وحدي أجيدُ فنونَ التَّمَزُّقَ بين الرؤى و المحالِ

أؤوب إلى شرفتي

فتقول السماء:

اسْتَجيبي إذا عزفَ الليلُ لحنَ الكرى و اخْلُدي

و أقول: سيأتيكَ منّي اشتياقٌ

فتعكسُ مرآةُ صمتِكَ وَجْهًا

يَفِرُّ إلى راحَتَيَّ و يغفو..

فيفرط ما لَمْلَمَتْهُ الحَمائِمُ مِنّي

و يصحو على دفة الوجدِ

يَمْتَصُّ دمعي

لِـ "يكتبَ اِسمَكَ" في صوتِ فيروزَ

في نيل روحي

و يتركَ للحُبِّ قلبي و قلبَكَ ملتصِقَيْنِ

فَنَقِّلْهُما حيثُ شاء الهوى

و اسْتَعِدْني


هناكَ تَجَلَّيْتَ بيني و بين فؤادي

أقول أناديكَ لو يُدْرِكُ الحبَّ غارسُهُ

أو يُخَبِّئُ مِثْلِيَ سَوْسَنَتَيْنِ

و لو يُدْرِكُ الشعرُ أنَّ القصيدةَ

تَأْتيهِ منْ ساحِلٍ في عيونِكَ

تأوي إليه براءةُ قلبي

تقول عيونُكَ -حين ارتَسَمْنا على صفحةِ النهرِ طيرَيْنِ يأتلقان-:

- عِديني بأن تشرقَ الشمسُ في عينك اللَّيْلَكِيَّةِ دومًا

ليورقَ عمري

أقول:

- و عِدْني بألا تناثِرَنا الأمنياتُ على دَرْبِ خَوْفِكَ

أن توقِدَ الحُبَّ إن نازَعَتْهُ الليالي و غارَتْ عليهِ جِباهُ الظلامِ

- عِديني بألا يمزقَنا المستحيلُ

- بألا يعاودكَ الاِنهزامُ.

و صَدَّقْتُ وعدي

و رغم الجراحاتِ

أوقدتُ عينَيَّ شمسيْنِ باسمتَيْنِ إذا عانقتها عيونُكَ

فاحْتَرَقَتْ بِهِما أوْجُهُ المستحيلِ

ألا استبق الشوق..

إن الليالي تبعثرني منكَ

و الخوف يبني قلاعَ النهايةِ

يمْتَصُّنا

أَوْقِدِ الحبَّ قبل التحام الدجى و اندثاري..

أعوذُ بما أنبتته الليالي على جُدُرِ الشوقِ

ما حفظته الأماكن من همسِ قلبِكَ حينَ الْتَمَعْتُ بعينيكَ

ما أودعته العيونُ و فاضَ لكل الدنا

مفشِيًا من نكونُ

استعدني..

سأرحل عن عالم منكَ

كي تَتَجَلّى كما كنتَ دومًا و تبقى

و أبقاكَ يا مقلة من دموعي اضمحلتْ

سأرحل عنك

فطفلتكَ ادَّخَرَتْ بين زِنْدَيْنِ مُقْلَتَها

و ارْتِحالَكَ فيها

عجوزًا بِرَسْمِ الصِّبا

أفترضى؟

و يكفي فؤادِيَ

أن تستعيد كيانك أقوى

و إن عدتَ ها إنني ما رحلتُ لأرجعَ

صدقتُ وعدي و أوصدتُ قلبي..

فأنت المليكُ

أترضى؟

لك الحب و الكون و القلبُ

نقلهمُ حيثُ شئتَ

و إن عدتَ عدتُ

و إن لم، فإني هناكَ

أيا ماكثٌ أبد الدهر بينِيَ

كن مثلما أنت إذ رافقتني عيونكَ

ثم سَلِ الحبَّ عنّي

و رتِّلْهُ قبل انشطاري على مقلتيكَ

يُخَبِّرْكَ أنّي

و أنّي.. و أنّي.....


7-4-2007 م





0 التعليقات: