المسافات الأخيرة للبعد
يا أرض ضوعي بالغياب
ولا تموتي قبل أن تَرِثي
دمي
وحدي، كما لا ينبغي لغدٍ
أطل كعتمة في القلب سارحةٍ
تُصَوِّب وجهتي.
- "اتَّكَأَتْ عَلَيَّ
الريحُ".. قلتُ لأول الدنيا،
فراحتْ دون قلبي
ثم قلت لآخر الدنيا:
"استريحي فوق قلبي
لم يعد وقت لتَتَّسِعَ الشّرايينُ
اطمئني للذي أوتيتِ من
عدمٍ"..
فكنتُ بداية النسيانِ.
لا عنوانَ لي في البعدِ
لا أجدُ احتمالا واحدا
للناس
يَنْدَهُني الغيابُ..
أكلما بركتْ على رئتي
الكنايةُ أخرجَتْني للحضور؟؟
البعدُ قلبٌ مُهملٌ
ورصيف ذاكرةٍ تعثرَ في
بداهته العبورُ
ولا غبار على أرائكنا
لنجلسْ في الدخانِ لَعَلَّنا
نبني حقائبَنا غدا
أو نستريح من البطولة ثم
ننسى كونَنا
لنعود ذاكرتيْنِ في نصفِ
المسافةِ
أو نرى الأصواتَ مقتربيْنِ
من أشياء أكثر هدنةً.
كنّا نخافُ من المُثنى
والتفاصيلِ التي هربتْ من
الأحداث كي يَبْقى احتمالٌ للتَّشاعُرِ
لا يُباغتُ كلما احْتَجْنا
بديلا للحقيقةِ..
كيف لا يحتاج أكثر من يديْنا
كي يعود لنصف ذاكرة و
يَبْني في الغياب؟
الملحُ متكئ على العرباتِ
والقلبِ الذي عرك التشابه
ثم فلسف جرحَه عُكّازةً و مضى
كبندولِ الحقيقة: ..
لم تعد للأرض ذاكرةٌ لتنسى،
فلنكن طيفيْنِ أكثر في
الخطى..
للخطو ذاكرة الخريف
تُقيم مئذنة و ترحل قبل أن
تلد النداءَ
أنا أُحَضِّر في دمي
الأسبابَ
كي أحيا بعيدا عن نقاط
الضعف؛
لا أشياء تتركني فأبحث عن
دمي في الموت
أبحث عن دموعٍ لا تعكر ماء
قلبي
أو تبادر بالسقوط.
أريد من قلبي التمهلَ في
التآكل
كي يكون الكون أرحب
ربما آتيكَ في لغتي
قديما كنت أعرجُ في خفائي
-كالذين مضوا-
وأحمل ساعدًا مرًّا
إذا استعصى عليَّ كسرتُني و
ارتحتُ..
لكني احترقتُ،
ولم تكنْ رئتي تجفِّفُ ما
تبقى من دمٍ
ما كنتُ خائفةً و لكن
خانني وجعي
أُصَدِّقُ نبضَ عينكَ
ربما من غير فلسلفة أحاول
أن أفكَّ ضجيجَها بالضوءِ
أرسم لوحةً أخرى لوجهي حين
تكرههُ
وأبكي في عيونكَ
ربما من غير قافية سنكتمل.
البديهيُّ الذي في الأمر
أنّا واحدان.
أضم قلبي ملءَ قلبي
هكذا سيكون لي ضعفي وأكثر
كي أبادلَهُ البريقَ..
أنا التي
أنفقتُ وجهي
كي تظل خطيئتي ملساءَ
ثم سقطتُ فيكَ
أنا التي آتيك من لغة
الشَّمال قصيدة في الشمسِ
ثقبًا في دمِ الجَبَليِّ
عينًا كلما أنفقتَها
ادخرَتْكَ عمرا
نائما في روحها
لا وقت للشرح المُفَصَّلِ
موشكٌ ألا يُفَسِّرَني
انعكاسُكَ في عيوني.
كل هذا الأمسِ يشبهني
وأنت غدٌ بعيد الخطوِ
هبْ لي بعضَ قربكَ
أستقي منه الأمانَ
الأمر أبسطُ..
ربما اخترقَ الحنينُ الظلَّ
قلَّب في نفاياتي القديمةِ
فاحترقتُ..
أو اشترى وترًا ليقرأه على
روح التي خانته بالموتِ
التي..
انكسرتْ على باب الظهيرِة
حين مَسَّ فؤادَها
ولِضيقِ ذاتِ القلبِ
ألهمتِ الغيابَ حنينَها لكَ
وانتهتْ
ظَلَّتْ تعالج بالورودِ
الكسرَ
فاعْوَجَّ الطريق إليكَ لما
ضنَّ بالتربيتِ قلبكَ
واكتفى بالحزنِ..
خذ مني عيوني..
الشمسَ والقمرَ اللذَيْنِ
أذبتَ في البُنِيِّ
والبحريْنِ واللغةَ الحنونَ
وماءَ قلبي
ربما يأتيك لونٌ آخرٌ أشهى
لتقفية القصيدة
ربما يأتيك لونٌ آخرٌ
يشبهني.....
كان الغياب جبيرةً..
وشهيةً مفتوحةً للموتِ
لا أحدٌ هنا سَيُطِلُّ في
نَفَسي
يفتش في بقايا الروح عن جرحٍ
ويمشي –دون بسملةٍ- عليهِ..
البردُ في قلبي
وأنتَ مُثَلَّجٌ بالبعدِ،
بالفهمِ المُمَرَّدِ من
قواريرٍ..
فؤادك كاسرٌ جدا
ويعرف موطنَ الوجع الذي في
الروح
كيف سقطتُ قربك دون أي
تصوُّرٍ؟
لا شيء أعني بالحقيقة..
لم أحددْ موعدا لتناول
الأحلامِ
كُلُّ مُسَكِّناتِكُمُ
استغلتْ بعضَ ما بالقلبِ من وجعٍ
لتغرقني بحلمٍ زائدٍ جدا
وعدة همهماتٍ جائعاتٍ للهواءِ
-ولم أكن في البدء-
كانتْ صدفةً نسِيَتْ كثيرا
من دمي
لأكون في الوقت المحدد في
انتظارٍ ما..
يجيء القلبُ متكئًا على
اسمكَ
كيف تثقبُهُ
وتترك لي الصدى؟!
أُلْقي على قلبي التحيةَ
ثم أصلبُهُ
وأسجدُ للذي لم يُلْقِني في
النار بعدُ
أضوع بالذكرى
فيَنْفَلِتُ الهواء مجددًا
وأكُحُّ كلَّ دمي
ولكن لا أموتُ
أكح... ثم أكح حتى أستفيقَ
من الإجابة
والهواء بغير أجنحةٍ يطيرُ
إليكَ..
أعرف أنني أُخْرِجتُ مثل
أبي
وأن أبي سيرحل دون أن أشتَقَّ
منه دمًا
لأفتح في الرواية موطني..
لابد من وجعٍ و ذكرى كي
يكون الشعرُ في الإمكانِ..
قلت: الشعر أول هاربٍ
ومسافةٍ بين النقيضيْنِ،
استعِدّوا للبساطة
لا تموتوا قبل أن تَرِثوا
بقيتَكم
وذاكرتي/دمي
وحدي سآكلُ ما تبقى من
عيوني
لا أنامُ على (أحبكِ)
لا تنامُ على (حبيبي)
والحقيقةُ أننا نمنا
كعاديَيْنِ جدا..
لا يؤرقنا سوى حَرٍّ
وبعضِ الكحةِ الفِطْرِيِّ..
ماتَتْ وحدها!!
قالوا:
لأن الله عَلَّمَها فؤادَكَ دون تورية.. لتفهم
أو لأن حبيبها هجر القصيدة
واكتفى ببراعة التحديق
أو
كان الشتاء طبيعةً بشرية..
2010م