الجمعة، 22 أبريل 2011

التحية العسكرية للنوم



التحية العسكرية للنوم

سقطتْ وردةٌ
قبل أن تتشكلَ في ذهنها المزهريةُ
قلتُ حبيبي يريحُ الغيابَ من الاِنتظار المُسَجّى على وردة القلب.
لا ذنبَ للوردةِ
الذنبُ قلبي..

جديدٌ على الحزن طعم التوقف للحزنِ
والاِنتظارُ المهيَّؤُ للاِنتقام بلا سببٍ
كنت أعرف أنك حين تنام تعلقني فوق معطف يومكَ..
تعرف أنك حين تنام تخبئني في اغترابي

انتظرتُ طويلا
ألملم كل الحكايا التي سوف أفردها في عيونك
أقتَصُّ من لهفتي بالمزيد من السهر اللانهائي
لا أنحني للبكاء
ولكنني أنحني

يَصِلُ الليل مثلي وحيدا
ويجرحُني حين لا أتدفَّأ في روحكَ
الليلُ يطعنُ نافذتي بالنبوءاتِ
والهاتفُ اليأسُ يعبس بين يدي حين يفلتُ صوتُكَ
يشرخني وجعي

حينما أمطرتْ
كنتُ أسأل كيف غدا داخلي لا يضيء
وما بيننا الوقت..
أنسى على حافة القلب قلبي
يداك اللتان نسيتَهُما في عروقي
تعيرانني قمرا لستَ تشربني فيه
لكنه عارفٌ بالحقيقة
يمتص عتمة هذا الطريق الذي ليس يفضي لقلبي.
أحبكَ
منذ تشكلتُ منكَ
اتخذتُ الهوى موطنا لا يعود سوى حين تملؤني بك
حين تفسر في يديَ السحرَ
والدفقةَ الأولية للروحِ
كيف تنام على غير روحي؟

البدايةُ من صوب عينيك أبعدُ
لكنني كلما اقترب الآخِرُ استقطبتني البدايةُ
والبدء من صوت عينيك أبعدُ
أبعدُ..
كيف بلا كتف سوف أخطو على جُرُفٍ في المسافةِ
ليس يؤديه إلا الذين انتهوا آخر الوقت في حَتةٍ لا تشردهم للبداية
والزحمة العدمية؟

في الليل يختصر الناس أعمارَهم
يبحثون عن الاِنتقال المبرَّر للغدِ
أبحث عن سبب لانتظارِ غدٍ لا يجيء على نور صوتك..
أكتب كل المناماتِ
كيف تركت معي الوردَ؟
أنتَ الذي عارف كيف يوجعني في غيابكَ
يوجعني كلُّ شيء
بريقُكَ.. مرآةُ عينيكَ
ضحكةُ "دبدوبنا" الثملِ
المطرُ الغاسل الأرض من دنس العابرين..
وأنت بلا آخرٍ في الغياب

الحبيبةُ لا تنحني للرياح
لذا انكسرتْ قاب نصفين لا يرجعان من البعد
أو يحلمان بأكثر من هدنة
كي تمر الحياة التي يَئِسَتْ فيهما

كل ما كنتُ أهواه غادرني
منذ آخر نصٍّ
تمنيتُ لو أنني خارج القلب
عَلّي أصيب الحياة التي تمنح الشعر
أو أستعيد من العمر لحظة أن كان نصفَ جناحي القصيدُ

حبيبي الذي ليس يرضى
سيسألني دائما عن ضريحٍ جديدٍ
أخبئ في جوفه وجعي
حينما يتهجى من النوم عينيه دوني
حبيبي بلا آخِرٍ

عندما تضحكين إلى العتمة
اقتربي من نهايتها
ليس للعابرين السلام
ولا للذين يدينون بالناس
أو يرجمون بقِيَّتَهُمْ في الطريق المتاخمِ
كي يصبؤوا بالحقيقة.
ما كلهم سبقوكِ بلا وجهة
أيها السائرون بلا سببٍ
عندما توقظون أحبتكم هنئوا الحبَّ
والتمسوا للطريق غدا واحدا تشبهون جناحيهِ
أما أنا
سوف يشبهني وجعي
وكفى


22 أبريل 2011م
 

السبت، 24 أبريل 2010

حبوا بعضن


السبت، 10 أبريل 2010

أعطني الناي.. وغَنِّ


لا أعلم من أي سماء هبطتِ، و لا كيف تكون الأرض لو لم يغسلها صوتك.

و إلى أي مزبلة سيتبوأ الآدميون مقاعدهم للسمع!

الوقت الذي يفر من الأشياء رغما عن كل شيء.. عن كل حب.. عن كل

! دفء

أعترف أنني و قد سقطت من يدي قيثارة الشعر، و أني قد فقدت المعاني،

لكني أتدثر بصوتك من الكون الجارف.

لو كان بوسعي أن أختبئ في أغنية من أغنياتك.. صدقيني لكنتُ أفضل

و اطمأننتُ أكثر

خبئيني في صوتك..

أريد أن أختبئ

و أُنسى





الجمعة، 12 فبراير 2010

أشياء تعرفني أكثر

أشياء تعرفني أكثر



أعرف أنك لا تجيبين حين أسأل: أين هي روحك الآن؟
و أني لن أستطيع أن أسد طريقها و أنك تتسربين من بين يدي ببراعة قاتلة.
اتركي قلبي يا "ياسمين"؛
أنت تشدينه بعشوائية طفولية و في مرحٍ ما.. أعلم أنك لن تخلعيه بعاميك البريئين .. بل ستخور قواك و تنزعجين و تضربين الأرض بقدميك، ثم تتركينه باحثة عن منجم آخر للعب.
لكنه يؤلمني يا صغيرة!
إلى أين وصلت روحك؟

برودة جبهتك لسعت شفتي.. المدفأة تكاد تلتصق بك و بي.. و بطانيتك الوردية الصغيرة تشبه البالونات التي أحضرتها لك اليوم، لكنها لا تدفئك!
عيناك اليوم قد سبقتاك إلى الله، كأشياء كثيرة فيك..
حدثتني أمك أنك منذ الفجر لم تسقطي قطرة واحدة في القسطرة.. أين تخبئين تلك المحاليل العابرة إليك يا شقية؟؟
أعرف أنهما –كليتيك- أيضًا هناك.. أفكر في حاجة دمك الآنية للتخلص من اليوريا و الأملاح و بقايا عمليات الأيض.. و أنه دوّار داخلك منذ الأمس على حالته المهددة لعقلك ربما.. و أن كثيرا من محتواه سامٌ لدماغك النائم.. وخلاياه التي كانت آخذة في التكوين.
هل هو دوّارٌ بالفعل؟!!
لماذا إذن يترك جبهتك بهذه البرودة في الصيف؟

يدي أيضا لا تنجح في إثبات نظرية التبادل الحراري مع وجهك.. صدقيني، لقد قربتها من المدفأة حتى احترقت، و احمرت من التورم، أو تورمت من الاحمرار.. و لما وضعتها على رأسك هدأ سعيرها كثيرا و بدأت تبرد..
لكن رأسك لا يتأثر!

حدقتاك متسعتان تماما كنافذتين صغيرتين إلى الموت معلقتين بقلبي.
السماعة تنقل لي نداءات قلبك المنهك.. لماذا إذن حدقتاك غير متساويتي الاتساع؟
منذ أمس و أنت لا تتنفسين وحدك، و في سلبية تامة تستقبلين الهواء المسدد إلى رئتيك عبر الأمبو.. لن أستطيع المحافظة على انتظام ضغطاتي يا ياسمين.. كفي عن هذا الدلع و انهضي..
من أجلي انهضي

أعرف أني لا أصل إليك سوى عبر كل تلك الثقوب و الأنابيب التي تؤدي إلى كل شيء فيك، و أن وصولي مشوه بالضرورة كما يحدث دائمًا مع صحابي من الأطفال حين أرتدي الأبيض! سأخلعه يا صغيرتي فور حركة منكِ.. صدقيني

لا أعلم إن كنت آلمتك أو أغضبتك عندما دققت بمطرقتي أسفل ركبتك و فوق كاحلك.. ربما لم تشعري بشيء كما لم يستجب عقلك النائم أيضًا لشيء و لم تشعر الأعصاب عندما عنفتها لتجيب.. و لم أشعر أنا سوى باختناقي.
نسيت أيضًا أن حدقتك الأوسع ستلتهم الضوء الذي سلطته بعنف عبر بطاريتي و أن هذا الضوء القوي على أقل تقدير سيؤلم فيك الكثير.. و نسيت أيضًا أن أخرج رمشك الصغير الذي خبأتِهِ في عينك اليمنى. الحق أني حاولت إخراجه بتدليك جفنك العلوي للخارج لكني خفت من أظفاري و من حركة مفاجئة تفعلينها و تستيقظين..
كما أن أصابعي كانت تسكن شعرك منذ نصف ساعة و تغطي به جبهتك قدر ما يمنحه طوله؛ عله يدفئها.

أين هي روحك الآن؟
أشعر بالضآلة أمام حدقتيك المتسعتينِ... الموت يتسلل إليهما
لكنني أكابر كقبلك النابض بالهزال منذ وصلتِ إلى هنا ..

داخل عينيك تتجمع مادة بيضاء هلامية متقطعة صغيرة، أحرك جفنك لأمسحها به.. أخاف على عينيك من يدي غير المعقمة بعد اللعب في شعرك.. أمك تسألني عن هذا البياض المتجمع و هذه العتمة المنطفئة التي تكسو لون عينك..
و أنا أسألك أن تكفي عن كل هذا!

المحلول الثاني قارب على الانتهاء و القسطرة لا زالت معقمة فارغة سوى من واقع وشيك.
قلبك آخذ في الوهن.. أعد دقاته كثيرا .. منذ الأمس و هو ينبض بمعدل ما لكن قوته في سَفَرٍ تدريجي للسكون.
أمك تسألني باستمرار عن عدد الدقات.. و أنا أسأله باستمرار عن وجوده الفعلي بعيدا عن الأدرينالين و محلول الدوبامين اللذين حقن بهما مرتين؛ عندما توقف مرتين..
أقبل جبينك لمرة وحيدة أعرف أنها أخيرة فأشم منك رائحة الموت! لم أكن أعلم أن للموت رائحة
أعود بالنظر لإصبع قدمك البنفسجي.. أعرف أنه ... ! لكنني أقنعتني أنها كدمة الإليكترود الموصل بجهاز رسم القلب لا أكثر. أقترب منه، فأتأكد أنها بداية الغرغرينا.. و تمسكني رائحته التي تشبه رائحة كلك الآن..

هل كنت معي منذ البداية؟
أ قلبك الذي كنت أسمع دقاته تماما؟؟ أم أنك رحلتِ منذ توقف نبضك على باب المستشفى أول مرة –قبل أن أعرفك- و تركتِني أتوهم وجودك الأدريناليني؟

لماذا التقينا و لم نكن يا صغيرة؟؟
لماذا عبرتِ يومي لتخدشي به ما تبقى من العمر؟
أعرف أن أمك لن تأخذ البالونات.. و أني سآتي غدا –إن أتيتُ- و لن أجدها.. و أني سأقتنع تماما أنك أخذتها لتنتقي صاحبة أخرى أحدث سنًّا و براءة تجيد اللعب أكثر مني..

"ياسمين"،
نسيت أن أشكرك لأخذك البالونات.. و لتخفيف احتقان يدي بالحرارة.. و لأشياء عديدة لم تكن.
ياسمين قالت لي أشياء كثيرة..
و لأني أحبكَ لم أفهمها. !

الاثنين، 1 فبراير 2010

تعاليم قديمة لانتظار أخير



تعاليم قديمة لانتظارٍ أخير

-(اطمئني،
على مهل سوف تُسْتَبْدَلُ الشمس بالغاربين..
وترعاكِ أجنحة الأرضِ
سوف يكون دمي قاربا فيكِ
أحمل فيه الحكاية
ثم أغَلِّفُها بِكِ..
سوف نكون دَمَيْن شَهِيَّيْنِ للبعد).
وابتسمتْ خُلسةً للبعيدِ

من الناس من عقروا ناقة الله كي يدخلوا الحلمَ
لا يعرفون سوى وتر ناقصٍ..
سوف يكْمله رجْعُ قلبي إلى قلبه.
لا، سوف يكمله رجع هذا البعيد بلا وترٍ.

جيدٌ لي تأخر هذا البعيدِ..
سأحتاج أشياء أكثر نسبيةً
وانتقائيةً كي تلائم ثوبي.
- "البعيد تأخر!"
ما نفعُ لونيْنِ ثالثُ قلبيْهِما واقعٌ؟
كان يكفي دمٌ واحدٌ ليسود الوجود الذي لا يريدون
لا..
كان يكفي دمي لأكون التي لا أريدُ.
إذنْ.. فليَكُنْ ساطعًا
هكذا سوف يكتمل الموت أكثر..

أبحثُ عن هيئة لدمي،
دون أن أستعِدَّ لدور القصيدةِ
أو أستفيدَ من الدوران على قمر لم يُسَبِّح بقلبي.
أنا الليلة امتصَّني البرد،
كان بوسعي كتابة نصَّيْنِ بالأمسِ
لكنني خفتُ زحفَ القصيدة ثانيةً في دمي بعد أن تُبْتُ عن شهوة الشعرِ..
ما يفعل الشعر بي لو أرقتُ على حافتيْهِ ضلوعي
ليختَصَّني بدمٍ شاعرٍ؟
لا لشيءٍ أنا تبتُ يا ربّ
 لكنه سيلائمني !

-سوف يكفي فمٌ واحدٌ ليقول القصيدة من عدمٍ واحدٍ-

بَقِيَ البحثُ عن منبرٍ غير قلبي
يصبُّ عليه الغيابُ قليلاً من الحبِّ
يكفي ليقطف لي وردةً في الجريدة كلَّ ثلاثاءَ،
ثم أنام غدًا كاملاً فوق غيمتها.

- "والبعيد تأخر جدا!"
أيا ربُّ لا تُنْسِهِ طاقةَ الحقلِ
والوردَ..
أحتاج خارطةً لفؤادي
لكي يستقل دمي موثقًا من لّدُنه
فينجح في رد كل الأمانات قبل التفرد بالعشبِ

هل جاء وقتُ البعيد؟
على أي أسطورة ستنام الجميلة؟
هيا اقتربْ جرعة جرعةً
وابدأ الحفر باسم الذي شرع الحفرَ..
واقرأ على كتفي حُجَّةَ الأرضِ والقلبِ.
يكفي دم واحد لأبيع دمي.

كدتُ أنسى احتفاءَكمُ الآن بي
أيها الناسُ لا تغسلوني،
أنا قَدَرُ الموتِ
كلُّ انتهاءٍ سيحفر وجهَ الأحبةِ فيَّ..
سآوي إلى وترٍ منكَ يعصمني من دمي
أو يَفُكُّ أصابع وقتي من الحلمِ..
أعلم أني سأغسل ياقوتتي باحتمالٍ،
سأحتاج أكثرَ من قمرٍ دافئٍ
ومصيرٍ.
أيا ناس لا تغسلوني بكم؛
سوف يكفي دم الحقل
كي أتطهر مني


1-2-2010 م